سمو الأمير المفدى يفتتح دور الانعقاد الرابع والخمسين لمجلس الشورى
تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة، اليوم، افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثاني، الموافق لدور الانعقاد السنوي الرابع والخمسين لمجلس الشورى.
وألقى سموه خطاباً سلّط خلاله الضوء على خطط وسياسات دولة قطر محلياً وأولوياتها المستقبلية في مختلف القطاعات والمجالات، إضافة إلى استعراض جهود الدولة ومواقفها من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
واستهل سمو الأمير كلمته بالحديث عن الأداء الإيجابي للاقتصاد الوطني، واستقرار الاقتصاد الكلي، وثقة المستثمرين بقدرات دولة قطر على إدارة مواردها بكفاءة عالية، وأشاد سموه بجهود مؤسسات الدولة في ترجمة رؤية قطر الوطنية 2030 إلى واقع ملموس، وما حققته الدولة خلال الفترة السابقة من قفزات نوعية في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي.
وعلى صعيد القطاع المالي، أكد سمو الأمير على متانة القطاع، مع الإشارة لمواصلة الدولة تطبيق سياسة مالية قائمة على الانضباط والاستدامة من خلال اعتماد سعر تقديري متحفظ للنفط لضمان واقعية الإيرادات وإدارة الموارد بكفاءة، وإعطاء الأولوية للمشاريع والبرامج التي تشكل ركائز أساسية في استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة.
وحول تعزيز تنافسية القطاع الخاص، أوضح سموه أن الدولة تعمل على برنامج يهدف إلى فتح مجالات استثمارية في مشروعات وأصول منتقاة تخلق فرصاً للقطاع الخاص في إدارتها وتشغيلها بما يعزز جذب الاستثمارات الأجنبية ويرفع من كفاءة التشغيل والإنفاق في قطاعات حيوية مختارة، وذلك انطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة لدعم وتحفيز القطاع الخاص.
كما تطرق سمو الأمير لقطاع الطاقة، حيث أبرز سموه مواصلة نمو القطاع رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، وتجاوزه آثار الصراعات الإقليمية، مع ضمان استمرار الإنتاج والإمدادات العالمية للطاقة دون انقطاع.
وفي سياق الحديث عن التنمية البشرية، أكد سمو الأمير أن الاستثمار في التعليم هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة دولة قطر، وهو الوسيلة التي تصنع بها مستقبلها، وشدد سموه على أهمية دور الأسرة في عملية التربية وضرورة اضطلاع الوالدين مباشرة بعملية تربية الأطفال.
وفيما يتعلق بمنظومة العدالة، أكد سمو الأمير حرص دولة قطر على تطوير أنظمة العدالة في الدولة ووضع الآليات اللازمة لضمان سرعة الفصل في الدعاوى، باعتبار أن العدالة البطيئة نوع من الظلم، وأشار سموه إلى الإحصائيات الأخيرة لمعدلات الفصل في المحاكم التي أظهرت تحسناً بنسب الفصل وتخفيض متوسط أمد التقاضي.
واختتم سمو الأمير كلمته بالحديث عن السياسة الخارجية، حيث أكد سموه أن دولة قطر تبذل جهوداً مقدرة على الصعيد الدولي بالوساطة في حل النزاعات وفي العمل الإنساني، وأشار سموه أن هذه الجهود أسهمت في تعزيز مكانة دولة قطر العالمية وربط اسمها بدورها الإيجابي والفاعل في حل النزاعات وحقن الدماء لصالح الإنسانية جمعاء.