سمو الأمير يفتتح النسخة الخامسة من منتدى قطر الاقتصادي

|

تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدَّى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح النسخة الخامسة من منتدى قطر الاقتصادي، التي تقام بالتعاون بين المدينة الإعلامية قطر وبلومبيرغ، تحت شعار «الطريق إلى 2030: تحوّلات جذرية في الاقتصاد العالمي». 

وألقى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمة في افتتاح المنتدى، أكد خلالها أهمية انعقاد المنتدى وسط الحاجة الملحّة لمنصات الحوار التي تجمع بين أصحاب القرار ورواد الأعمال والمبتكرين وقادة الفكر، بهدف رسم معالم الفرص الاستثمارية القادمة، وصياغة موقف جماعي من التحديات، وعلى رأسها الاستقرار الدولي والنمو المستدام. 

وأوضح معاليه أن الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي متلازمان وأن السلام هو الأساس لأي تنمية مستدامة، وقال: «إننا نعتبر كل جهد دبلوماسي نبذله استثماراً في مستقبل أكثر ازدهاراً وأمناً. وحين نرى شاباً في غزة يكمل تعليمه، أو عائلة سورية تعود إلى بيتها بعد النزوح. ندرك الأثر العميق للاستقرار على حياة الناس واقتصادهم.» 

وفيما يتعلق بتطلعات قطر الاقتصادية، أشار معاليه أن قطر تتطلع لأن تكون منارة للتقدم التكنولوجي ومركزاً عالمياً للاستثمار والأعمال مبنياً على الثقة، وأن تظل شريكاً موثوقاً فيه سواء كان في الطاقة أو الاستثمار كما هو الحال في الدبلوماسية. 

وأضاف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن هذه الرؤية يتم تنفيذها من خلال تنويع الاستثمارات الخارجية، مشيراً إلى أهمية الشراكات الاستراتيجية بعيدة المدى لجهاز قطر للاستثمار حول العالم والتي تواصلت هذا العام عبر استثمارات مهمة من الولايات المتحدة إلى أفريقيا وصولاً إلى الصين. 

وحول مؤشرات أداء الاقتصاد القطري، قال معاليه إن اقتصاد الدولة واصل أداءه الإيجابي، حيث سجل نمواً حقيقياً بنسبة 2.4 % في 2024 نتيجة التقدم الملحوظ في القطاعات غير النفطية التي نمت بنسبة 3.4 % سنوياً، في مؤشر واضح على التقدم بثبات نحو تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة الجديدة 9.9 مليار ريال قطري بنهاية 2024، مما يؤكد تصاعد ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد القطري. 

وفي هذا السياق، أعلن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إطلاق الحزمة الأولى من برنامج الحوافز لجميع المستثمرين، والتي تستهدف قطاعات استراتيجية تشمل التصنيع المتقدم، والتكنولوجيا الحديثة والخدمات اللوجستية. كما أشار معاليه إلى أهمية مشروع سميسمة السياحي، باعتباره أحد أكبر المشاريع الترفيهية في المنطقة، والذي يشكل رافعة رئيسية للقطاعين العقاري والسياحي ومحركاً فعالاً للتنمية المتكاملة.  

وفي مجال الابتكار والتحول الرقمي، أكد معاليه أن دولة قطر رسّخت مكانتها كمركز تكنولوجي ناشئ، باستضافتها قمة الويب هذا العام بمشاركة أكثر من 25 ألف شخص من 124 دولة، موضحاً أن القمة نجحت في تحقيق تواصل استثنائي بين مراكز التكنولوجيا الصاعدة في آسيا وأفريقيا من جهة وكبرى الشركات العالمية والصناديق السيادية من جهة أخرى، ما يعزز مكانة قطر كمحور عالمي للتقاطع الرقمي. 

وتأكيداً لهذا التوجه، نوه معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بفوز قطر مؤخراً باستضافة المؤتمر العالمي للجوال لمدة خمس سنوات، الذي ستعقد النسخة الأولى منه في نوفمبر المقبل، في خطوة تضع قطر بقوة على خارطة الاقتصاد العالمي الرقمي.

واختتم معاليه كلمته بالتشديد على الدور الذي تلعبه دولة قطر في بناء اقتصاد عالمي أكثر توازناً يُعلي من الشراكة ويضع الإنسان في صلب التنمية، داعياً إلى مقاربة متكاملة تمزج بين الأمن والتنمية والدبلوماسية والنمو وتضع كرامة الانسان في قلب معادلة الازدهار.  

يشار إلى أن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي تقام من 20 إلى 22 مايو الجاري بمشاركة نخبة من القادة العالميين والرؤساء التنفيذيين، لمناقشة القضايا المحورية التي تعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي، ويسلط   الضوء هذا العام على التحولات العميقة في التدفقات النقدية العالمية، بعد بروز منطقة الخليج كمركز رئيسي للقوة المالية والاستثمار الأجنبي المباشر.